كلمات غير موزونة لأرض أفقدتنا الإتزان – أحلام مستغانمي

كلمات غير متوازنة عن بلد جعلنا نفقد توازننا – أحلام مستغانمي

أول ملاحظة:

انفجار ، خريطة العالم المنهار

تنفس التضاريس الملكية وحطم الكراسي المصنوعة من الورق المقوى المستوردة

فتح أبواب المعسكرات والسجون

دع الجموع الجائعة تشبع

ودع الفقراء يملأوا جيوبهم بالشمس

ابعد العملاء عن مسيرة المتمردين

لم تصنع أقدام الأقزام لمواكبة الثوار

ليالي طويلة في هذه الفصول

ساعات الظلام هذه الأيام

لا نتحدث عن الموتى ولا نتحدث عن الأحياء

تآمر الموت والحياة علينا

تحرك ودعنا نموت أو نعيش زلزالا

نسف الحدود والتعريفات وحرق تأشيرات الدخول والخروج

نحن من حولك

نحن نحيط بك باسم من أتوا منك كلاجئين

وباسم الذين يعودون إليكم شهداء أو مخلصين

باسم رفيق انفجرت روحه في سيارة

باسم رفيق مات في الهبة

وآخر في غرفة نومه في بيروت

من أجل همشري وبن بركة … وغسان .. وكمال ناصر.

نحن نلتف حولك

ننبت في حضنك بكروم الخليل وتمور العراق وقطن مصر.

والرفض يبقى معنا

النجاة من نهر بردى وجبال الأوراس وصحراء سيناء … وخليجنا.

نحن هنا

ينقسم الكثير منا بين أقبية الموت المنسية والمحاكم العسكرية

أبطالنا لا يذهبون إلى السجن لأنهم يموتون في غرف التعذيب

لكن ثورتنا لن تهدأ

ولن يهدأ نهر الأردن

عندما أصبحت رائحة الأرض عطرنا المفضل

أصبح لون التراب أجمل من لون العيون

وكل الطرق تقودك

الملاحظة الثانية:

عندما بدأت تكون لذيذا مثل الحزن

كفرح مؤقت

مجنون

أخشى حرق خريطتك في لحظة الانهيار

لم يكن نيرو غاضبًا

لقد أحب (روما) بطريقة جديدة لم يعتادها العشاق

المتقاعدين

اتهم بالجنون … لأنه أحرق حبيبته

لسنوات كنت أنام وأنا أحلم بأنني في يوم من الأيام سوف أستيقظ في ألسنة النيران

أقرأ كل صحفك بكل اللغات

قرأت عناوينك الحمراء وعناوينك السوداء

تجد نفسك على الصفحة الميتة والصفحة الحية

لا أجدك هنا أو هناك

التقيت بك مرة عندما كنت في برلين ، سائح حزين

كانت على صدري صورة رفيق كابرال.

وأنت تتدرب أمامي في منتصف استعراض عالمي للشباب

هذا ملعب دولي

عندما نهضت لأحييك ، كانت شفقي عليك أعظم من رغبتي فيك.

لكني رميتكم بآخر زهرة وهتفوا يا رفاق

(بالروح .. بالدم .. نواصل الرحلة)

تحدث معي صديقي من بورتوريكو عن المطاردة

ضابط شرطة ويكتشف الطبيب آثار الضرب على جسدها.

وسرت نحو ملامحك المتعبة

عيون موتاكم التي ما زالت عيونهم مفتوحة ومغلقة في الغرف

التعذيب وجمع رؤوس أصدقائي من ساحات الإعدام

كان البعض يتاجر بلحية تشي جيفارا وتصفيفة شعر أنجيلا.

محطة (ليلى خالد)

لقد كنت ثورة ، عنوان تم شراؤه على الرصيف

أنت لوحة يتم بيعها بالمزاد العلني

لكنك أرخص من سيجار تشرشل ومجوهرات ماري أنطوانيت.

في ذلك المساء كتبت لك رسالة من مستشفى برلين

لا أتذكر ما قلته لك عن ذلك

لقد فقد الحزن ذاكرتي

الملاحظة الثالثة:

أحاول أن أنسى أن لدي منزل

أنا وزعت في شوارع وفنادق العالم

أحاول أن أتوه على الخريطة

لكننا في غير موسمها

تهاجر الطيور إلى الجنة الأولى

تعود الأسماء إلى المياه الأم

تعود الأوراق إلى الأشجار

يتبخر الماء عائدًا إلى السماء

أحاول أن أنساك لكننا في موسم السفر

وعندما أرى طريق الكائنات إلى احتضانها الأول

اشتقت لك ، أنت حضني الوحيد

العناق الذي منحني الحياة ولم يعانقني مرة أخرى

أحاول أن أعود إليك بمواكب الكائنات المهاجرة

لكني أسقط قبل أن أصل إليك

ألف حدود بيننا … وألف خلية

وأسافر إليك وملامحك بين أشيائي الصغيرة

قم بإخفائها كما نخفي الممنوعات

أخشى أن يكتشف أحدهم ويحتجزني ولن أكون مع العائدين

لكنك شيء لا يخفي

كنت حاملا بك ..

كان حزني بعد الشهر التاسع

لذلك قمت بتسجيل نفسي في كل عادات العالم وقضيت حياتي فيها

محطة القطار..

و هناك،

يحدث أنني غاضب وأعرض للبيع ما تبقى من ميزاتك

أظهرها للسياح وآمل أن يريحني أحد من أعبائك

لكنهم لا يتوقفون أبدًا ، يندفع الجميع إلى الجولة الأولى

بالأمس عرضت أحد الهيبيين ليأخذك كهدية

منى ..

سألني إذا كنت زهرة … أو منديل مربوط حول رأسي

أخبرته أنك معطفي الوحيد

قال لي: نادرا ما نشعر بالبرد

زحفت المدن الجليدية نحوي ، ولا تزال في يدي

انا اكلتك

غفوت في المحطة

الملاحظة الرابعة:

أكره رؤيتك في الأخبار

أكره سماع أنك تنتحر على الموجة الطويلة

و قصير

وجهك المشوه لا يخيفني

انا اعرف الكثير عنك

أنا أعرف حتى أعضائك المشلولة وأعضائك المستعارة

أعرف كيف تحاول عناوين الصحف اليومية أن تمتد

جسدك يخفي عيوبك ويخدع الناس الطيبين ليموتوا تحت رايتك

رأيتك عارية

لم تكن في طريقك إلى الحمام

لم تكن متوجهاً إلى البحر حتى

(الطهارة جزء من الإيمان) أصبحت كلامًا فارغًا بمرور الوقت

عندما تمكن القذر من خداع البسطاء

لم تكن السباحة هوايتك أبدًا

حتى ذلك الحين اعتقدت أن هوايتك الوحيدة هي جمع التحف

وتبادل الآراء حول كتب العصور القديمة.

لهذا أعطيتك مكتبة التاريخ وحفظت أيام العرب وتعليقاتهم

وأتيت لأرويها (أبي الهول) و (قاسيون).

ما زلت أتذكر اليوم الذي رأيتك فيه لأول مرة

لا تقف في زخرفة مثيرة

لم أبحث عن مساعدة في الأضواء الخافتة

ولا تخلعي ملابسك الداخلية شيئًا فشيئًا كما يفعل بعض الراقصين

(التهاب العقديات).

كل ما حدث حدث فجأة … وخرج من علب الليل

فجأة أصبحت عارياً

وفجأة رأيتك

ثم ذكرت جميع الصحف أن عمان كانت تدفن خمسة وعشرين ألف فلسطيني

خمسة وعشرون ألفًا ، بعد ذلك ذكرناهم جماعيًا.

من الغريب أن يعتاد الإنسان بسرعة على الأعداد الكبيرة وينساها

أن كل رقم هو نهاية الحياة

عمّان ، حاول أن تتخيل عيون هؤلاء الخمسة

عشرون ألف ماتوا

فقط مرارة الأرقام يمكن أن تقرأ في عيونهم

كانوا يحلمون بمنازلهم خلف الضفة عندما غمرتهم المياه.

عندها فقط اكتشفت أحدث هوايتك

وأدركت سر تجولك عارياً … وها نحن في سبتمبر.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً