فضل الصيام في شهر رجب

اليوم الاثنين يبدأ شهر رجب وهو من الأشهر التي لها منزلة خاصة ، ولكن هل للصيام في شهر رجب فضل معين؟

وشهر رجب من الأشهر الحرم التي قال فيها الله تعالى: (عدد الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض). الأشهر الحرم: رجب ، ذو العقدة ، ذو الحجة ، محرم.

وروى البخاري 4662 ومسلم 1679 عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السنة اثنا عشر شهرًا أربعة منها ثلاثة عشر: القعضة ، ذو الحجة ، محرم ، رجب مضر ، وهي بين جمادى وشعبان.

سميت هذه الأشهر مقدسة لسببين:

1- يحرم القتال فيها إلا إذا بدأها عدو.

2- لأن المنع من كسر المنع أشد من غيره.

ولهذا نهى الله تعالى عن ذنوبنا في هذه الأشهر وقال: لا تظلموا فيها التوبة / 36 وإن كان ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر وغيرها حرام ومحرم ، إلا أنه في هذه الأشهر يكون النهي أشد.

قال السعدي رحمه الله ص 373:

من الممكن أن يمتد الضمير إلى اثني عشر شهرًا وأن الله القدير قد أوضح أنه جعلهم عبيدًا وأنك تعيش في طاعته.

ويحتمل أن يكون الضمير إشارة إلى الحرمات الأربعة ، وهذا ينهي عنها الظلم فيها خاصة ، وتحريم الظلم كلما زاد النهي عنها ، وكون الظلم فيها أشد من غيره.

ثانية:

أما صيام شهر رجب فليس فيه حديث صحيح في فضل صيام ذلك الشهر بالذات أو صيام شيء منه.

وما يفعله بعض الناس ، من تخصيص أيام قليلة منه للصيام ، يظنون أنهم أفضل من غيرهم ، لا أصل له في الشرع.

إلا أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستحب صيام الأشهر الحرم ، ورجب من الأشهر الحرم. قال صلى الله عليه وسلم: صوموا من الأشهر الحرم واتركوها. رواه أبو داود 2428 وصنفه الألباني في ضعيف أبي داود.

وهذا الحديث – إن صحّ – يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم. لا حرج على من صام شهر رجب ، وصام غيره من الأشهر الحرم لهذا السبب. الصوم فلا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (290/25):

وأما صوم رجب ، فكل أحاديثه ضعيفة ، بل مفبركة ، والعلماء لا يعتمدون على أي منها ، وليسوا من الضعفاء المرويين في الفضائل ، بل هم عموماً مختلقون وملفوعون. . . .

وفي المسند حديث وآخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصيام الأشهر الحرم: رجب ، ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم. . وهذا ينطبق على جميع الأصوام الأربعة ، لا على من اختار رجب.

قال ابن القيم رحمه الله:

انتهى من المنار المنيف ص 96.

قال الحافظ ابن حجر في تبيين العجب ص 11:

لا حديث صحيح في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء معين منه ، ولا في صلاة ليلة معينة.

قال الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة 1/383:

وصيام رجب ليس له فضيلة أخرى على الأشهر الأخرى إلا أنه من الأشهر الحرم ولم يذكر في السنة الصحيحة أن للصوم فضل في خصوصيته وأن ما ورد فيه شيء لا يمكن استخدامها كدليل.

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن صيام اليوم السابع والعشرين من رجب وصلاة تلك الليلة؟

رد:

صوم اليوم السابع والعشرين من رجب وصلاة ليله وإبرازه بدعة وكل بدعة باطل.

مجموع فتاوى ابن عثيمين 20/440.

مصدر:

الإسلام سؤال وجواب

‫0 تعليق

اترك تعليقاً