مفهوم الإفلاس في الفقه الإسلامي

مفهُوم الإفلاس فِيْ الفقه الإسلامي

اهتم علماء المذاهب الأربعة بإيجاد تعريف للإفلاس، ومن أبرز المفاهِيْم التي سنعرضها أدناه عَنّْ الإمام أبي حنيفة النعمان الذي قال

• وقال الإمام أبو حنيفة النعمان إن الإفلاس للقاضي ليصدر حكَمًْا نهائيًا على المفلس لظروف تظهر على السطح.
• فِيْ كتب الفقه المختلفة للإمام أبو حنيفة فِيْ تعريف الإفلاس، نجد عبارة “إفلاس القاضي”، أي أن القاضي قد حكَمْ على شخص بالإفلاس الفعلي.
• وبحسب المذهب الحنفِيْ، فإن مصطلح الإفلاس ينطبق على كل غني أفلس ولم يأخذ أي أموال.

معَنّْى الإفلاس عَنّْد المالكي

وما زلنا فِيْ سياق الحديث عَنّْ مفهُوم الإفلاس فِيْ الفقه الإسلامي، وقد أوضح ذلك الإمام مالك فِيْ مذهبه وفِيْ جميع الكتب المتعلقة بهذا الموضوع، وذلك على النحو التالي

• المفهُوم الأول للإفلاس بالنسبة للمالكي يعَنّْي أن أموال المدين لا تغطي تكلفة سداد ديونه.
• إذا دفع هذا الشخص ما يملكه لسداد ديونه، فلن يكون لديه أموال على الإطلاق وسيحكَمْ عليه بالإفلاس، كَمْا هُو محدد فِيْ مفهُوم إفلاس المالكي الأول.
• المفهُوم الثاني للإفلاس يعَنّْي أنه لا ينبغي لأي شخص أن يتحكَمْ فِيْ أي من الأموال الأصلية.

مفهُوم الإفلاس الشافعي

تعتبر المذهب الشافعي من المذاهب الفقهِيْة التي أوضحت بوضوح مفهُوم الإفلاس، ونذكرها من خلال النقاط التالية

• علم الإمام مالك وكل من تبعه أن الإفلاس يكون عَنّْد الإنسان مبلغ من المال، لكن هذا المبلغ لا يكفِيْ لسداد دينه، حتى لو أنفق الإنسان كل ماله لسداد الدين.
• يمكن للمدين أن يحجر هذا الشخص، ولكن بحكَمْ من القاضي، ولكن يجب أن تكون هناك شروط وقيود، حتى يكتمل الحجر.
• ما لم يتم استيفاء متطلبات حجر المدين، لن يصدر القاضي حكَمًْا ضد المدين.

ما معَنّْى الإفلاس عَنّْد المذهب الشافعي

عرّف الإمام الشافعي الإفلاس بمفهُوم واضح ومحدد، نتناوله من خلال النقاط التالية

• عرّف الإمام الشافعي المفلس بأنه شخص لا يستطيع سداد الدين.
• كَمْا أوجد تعريفًا للمفلس على أنه الشخص الذي يكون ماله أقل من احتياجاته الأساسية.
• إذا وافق هذا الشخص على دفع الديون لأصحابها، فلن يتمكن من العيش وسيكون معوزًا، وفقًا للمدرسة الشافعية الفكرية.
• فِيْ حالة طلب المدين حجرًا على المدين المفلس، يصدر القاضي أمرًا زجريًا بحقه، إذا حان مَوعِد السداد غير المسدد.

معَنّْى الإفلاس عَنّْد الحنابلة

عرّف الإمام أحمد بن حنبل الإفلاس فِيْ كتبه المتعلقة بهذا الأمر، وأوضح ما يلي فِيْ باب تعريف الإفلاس

• عرّف الإمام أحمد بن حنبل الإفلاس بأنه شخص لا يملك مالاً لدفع الدين لصاحبه.
• الدخل الذي يأتي من المال أقل بكثير مما يحتاجه الإنسان، وإذا دفع الديون، فسيكون معوزًا ولن يكون لديه ما يكفِيْ من المال.
• فِيْ وقت الدفع، يحق للقاضي أن يحكَمْ عليه بالحجر إذا طلب المدين ذلك.

المعَنّْى الاصطلاحي للإفلاس فِيْ الظاهر

وأوضح أئمة الظاهرية بعض البيانات المتعلقة بمفهُوم الإفلاس والتي سنتناولها تباعا من خلال الفقرات التالية

• وأوضح أئمة الظاهرية أن المفلس هُو من لا يملك مالاً لسداد ديونه.
• ويتفق رأي الظاهرية مع المذاهب الأربعة كلها، ومع آراء المذهب الحنفِيْ والمالكي والشافعي والحنبلي، حيث ذكر أن المفلس هُو الذي يسدد ديونه وليس عليه. بقي معه المال.
• إذا كان الشخص لديه أموال متبقية، فلا يطلق عليه اسم مفلس.

مفاهِيْم الإفلاس المعاصرة

بعد هذا التقرير المبسط نتحدث عَنّْ مفهُوم الإفلاس فِيْ العصر الحالي، ووفقًا لما أوضحه بعض العلماء، والذي سنذكره أدناه

• لم يفقد معَنّْى الإفلاس فِيْ العصر الحالي معَنّْاه، وهُو ما أوضحته المذاهب الفقهِيْة الأربعة.
• حاول علماء العصر الحالي الجمع بين الأقوال القانونية المختلفة المعروفة لدى مختلف المدارس الفكرية.
• لقد دمج التعريف المعاصر بين الإفلاس والمعَنّْى الحقيقي وهُو أن الشخص معدم تمامًا، أو أنه قدم بالفعل طلبًا للإفلاس بعد سداد جميع ديونه.
• خلص العديد من العلماء المعاصرين إلَّى أن الإفلاس هُو نتيجة الديون، مما يعَنّْي أن الدين هُو السبب الرئيسي للإفلاس.