تعتبر كارثة فوكوشيما من أسوأ الحوادث النووية في تاريخ الطاقة النووية ، حيث يطلق عليها كارثة فوكوشيما النووية.
وقع حادث فوكوشيما في مارس 2011 بعد أن تعرضت اليابان لزلزال قوي بسبب تسونامي ، مما تسبب في مشاكل مع مولدات الطاقة النووية الاحتياطية في محطة فوكوشيما.
في الأيام الثلاثة الأولى من كارثة فوكوشيما ، تسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعطيل نظام التبريد للمفاعلات النووية التي كانت تعمل على الرغم من إغلاقها عندما وقع الزلزال.
تسبب خلل في نظام التبريد لهذه المفاعلات في ارتفاع درجة الحرارة بداخلها مما تسبب في زيادة درجة حرارة قضبان الوقود مما تسبب في ذوبانها الجزئي.
تسبب هذا في إطلاق إشعاع ضار ، وتسربت المواد المنصهرة الموجودة تحت أوعية احتواء المفاعلات النووية إلى حد ما من خلال بعض الثقوب الكبيرة في أرضية الوعاء.
ونتيجة لذلك ، تسببت في عدة انفجارات متتالية نتيجة تراكم غاز الهيدروجين المضغوط في أوعية الاحتواء الخارجية للمفاعلات.
حاول بعض عمال المحطة تبريد وإصلاح المفاعلات النووية التي انفجرت عن طريق ضخ الماء وحمض الفوليك في هذه المفاعلات.
بعد وقوع هذا الانفجار ، أخلت السلطات مناطق بالقرب من محطة فوكوشيما ، خوفًا من التعرض للإشعاع الضار بين السكان.
محطة فوكوشيما النووية
تعتبر محطة فوكوشيما من أكبر وأكبر محطات الطاقة النووية في العالم ، حيث تم تأسيسها عام 1971 ، عندما كان المورد الأول لها شركة جنرال إلكتريك.
تقع محطة فوكوشيما للطاقة النووية في شمال اليابان ، بالقرب من ساحل المحيط الهادئ ، وخاصة في الشمال الشرقي من محافظة فوكوشيما ، على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب سينداي.
يحتوي هذا المصنع على مجموعة تصل إلى ستة مفاعلات نووية تعمل بالماء المغلي.
تم تشغيل هذه المحطة من قبل شركة طوكيو للطاقة الكهربائية ، وفي وقت وقوع الكارثة ، كانت ثلاثة مفاعلات نووية فقط تعمل مع المفاعل النووي الرابع كمخزن لقضبان الوقود.
أسباب كارثة فوكوشيما
كان السبب الرئيسي وراء كارثة فوكوشيما هو تعرض شمال اليابان لزلزال كبير تسبب في حدوث تسونامي ، حيث بلغ ارتفاع موجة واحدة في هذه المنطقة نحو 10 أمتار.
بالإضافة إلى ذلك ، أعقب الزلزال عدة هزات ارتدادية استمرت لبعض الوقت ، مما تسبب في أضرار جسيمة لمحطة فوكوشيما النووية التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية.
وتسبب ذلك في إطلاق كميات كبيرة من الإشعاعات النووية الضارة في المناطق البيئية والسكنية القريبة من المحطة.
ونتيجة لذلك ، تعطلت أنظمة التبريد داخل المفاعلات النووية ، مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل المفاعلات النووية ، مما أدى إلى انفجار غاز الهيدروجين.
أدى ذلك إلى إطلاق كميات كبيرة جدًا من الإشعاع النووي الضار ، مما تسبب في أضرار جسيمة لعمال المحطة والأشخاص المحيطين بالمحطة.
يوم كارثة فوكوشيما
وقعت كارثة فوكوشيما في 11 مارس 2100 ، في الساعة الثالثة والربع ، وفقًا للتوقيت المحلي لليابان.
في مثل هذا اليوم وقع زلزال قوي في جزيرة هونشو حيث بلغت درجة هذا الزلزال 9 درجات على مقياس ريختر.
وأدى هذا الزلزال إلى حدوث تسونامي بالقرب من محطة فوكوشيما ، مما أدى إلى إغلاق المفاعلات النووية الأولى والثانية والثالثة فور وقوع الزلزال ، وتوقفت المفاعلات الستة المتبقية قبل وقوع الزلزال بسبب بعض أعمال الصيانة.
وبسبب هذه الموجات تضررت المفاعلات النووية الثلاثة بالمحطة ، حيث قام مشغلو المحطة بتنشيط المولدات لتوفير التيار الكهربائي الذي يلعب دورًا أساسيًا في عملية تبريد المفاعلات.
بعد خفض درجة الحرارة المنخفضة داخل المفاعلات النووية الثلاثة ، لم تستمر طويلاً ، حيث تعطلت جميع أنظمة التبريد بعد عدة ساعات من التشغيل.
ويرجع ذلك إلى استنفاد كمية الوقود الموجودة ، وتوقفت المحركات التي تضخ الماء بكميات كبيرة في المفاعلات حتى تبرد ، وعندما توقفت المحركات ، ارتفعت درجة الحرارة داخل المفاعلات مرة أخرى.
بعد ثماني ساعات من توقف المحركات ، توقفت البطاريات الكهربائية عن العمل ، حيث تساعد هذه البطاريات في التحكم في المفاعل النووي عند انقطاع التيار الكهربائي.
في ذلك الوقت ، أعلنت دولة اليابان حالة الطوارئ النووية بجميع أجزائها ، حتى يتم تخفيف الضغط الشديد على الوحدات.
أعلنت الشركة المشغلة للمحطة أنها ستخفف الغاز من هذه الوحدات الثلاث ، الأمر الذي سيؤدي إلى تسرب كمية كبيرة من الإشعاع النووي الضار إلى الغلاف الجوي.
الجهود التي تبذلها دولة اليابان للتخفيف من كارثة فوكوشيما
وأخلت السلطات اليابانية المنطقة من سكانها ومواطنين في دائرة وصلت إلى عمق نحو 20 كيلومترًا مربعًا.
بعد وقوع عدة تفجيرات نووية داخل محطة فوكوشيما ، تسبب ذلك في زيادة نسبة الإشعاع النووي في الغلاف الجوي وإصابة عدد كبير من عمال المصنع.
بلغ عدد السكان الذين تم إجلاؤهم من منطقة فوكوشيما ومحيطها نحو خمسين ألف مواطن.
واصلت السلطات اليابانية جهودها للتخفيف من حدة هذه الكارثة والحد منها ، ولهذا أصدرت أمرًا باستخدام مياه البحر في عملية تبريد المفاعلات النووية.
ويتم ذلك عن طريق إغراق هذه المفاعلات بالماء ، حيث تعمل هذه الحياة على منع تسرب وقود اليورانيوم من التسرب ، وهذه الخطوة كانت الملاذ الأخير للتغلب على مشكلة التبريد.
آثار كارثة فوكوشيما
نتيجة لحادث فوكوشيما ، بعد الأضرار التي لحقت بصحة الأشخاص المحيطين بالمنطقة النووية ، من المعروف أنه عندما يتعرض الشخص لنسبة من الإشعاع النووي ، فمن الممكن أن يصاب بالسرطان ، وخاصة سرطان الغدة الدرقية و سرطان الدم.
بعد ثلاث سنوات من وقوع الحادث ، أجرت دولة اليابان العديد من الدراسات والاستقصاءات لمعرفة تأثير الإشعاع النووي على الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الإشعاعات وهل تعرضوا بالفعل للسرطان أم لا.
أظهرت بعض الدراسات أن أكثر من نصف الأطفال والطلاب في فوكوشيما الذين تعرضوا للإشعاع يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية وخلل وظيفي.
في عام 2013 ، تم اكتشاف إصابة أكثر من ثمانية عشر طفلاً من المناطق المحيطة بمحطة الطاقة النووية بالسرطان.
كما تعرض بعض العاملين بالمحطة لنسبة عالية جدًا تتجاوز الكمية المسموح بها من هذه الإشعاعات النووية الضارة ، مما تسبب لهم في العديد من المشكلات الصحية.
ارتفاع معدلات الاكتئاب والانتحار في اليابان ، خاصة بعد كارثة فوكوشيما ، حيث ارتفعت نسبة الانتحار بين النساء ، بسبب خوفهن من إنجاب أطفال مرضى.
كما أشارت بعض الدراسات إلى أن أكثر من ثلث الأطفال في المناطق القريبة من المحطة تعرضوا لمشاكل واضطرابات نفسية تعرف باسم اضطراب ما بعد الصدمة.
عدد ضحايا كارثة فوكوشيما
وأعلنت السلطات اليابانية أن عدد ضحايا كارثة فوكوشيما بلغ نحو 27 ألفًا ، بينهم 15 ألفًا مفقودًا من المواطنين ، إضافة إلى نحو 12 ألف حالة وفاة.
ويعيش الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى مناطق أخرى في ظروف صعبة ، حيث بلغ عددهم نحو 165 ألف شخص.
كان ذلك في وقت أمرت فيه السلطات باستخدام مياه البحر في عملية تبريد المفاعلات النووية ، مما تسبب في إطلاق كمية كبيرة من مياه المفاعل المشع في مياه البحر.
بالإضافة إلى ذلك ، ارتفعت نسبة اليود المشع في مياه المحيط الهادئ مئات المرات عن الحد المسموح به ، الأمر الذي أثار قلقًا دوليًا ، خاصة في كوريا الجنوبية ، للأضرار البيئية الناجمة عن هذه الكارثة.
الخسائر التي تكبدتها دولة اليابان بعد كارثة فوكوشيما
وتكبدت اليابان خسائر مادية هائلة قدرت بنحو 22 مليارا ، إضافة إلى دفع تعويضات لمن أجبروا على ترك منازلهم ، بالإضافة إلى تعويض الدولة لمن تركوا وظائفهم وفقدوا مصدر رزقهم.
ومن الخسائر التي تكبدتها دولة اليابان أيضا توقف مفاعل فوكوشيما النووي ، إضافة إلى تدمير ثلاثة من المفاعلات النووية بالمحطة.
بسبب القوة العالية ، تم تدمير مساحة كبيرة من الساحل الشمالي الشرقي لليابان ، وانقطاع التيار الكهربائي داخل وحول المحطة.