حول كتاب مستقبل الوهم لفرويد
يعتبر هذا الكتاب من بين آخر أعمال الكاتب والعالم سيغموند فرويد، حيث تمت كتابة هذا الكتاب بين عامي 1927 و 1939، ويرد أدناه استعراض موجز له
- الغريب فِيْ هذا الكتاب أنه لا يرتبط مباشرة بمؤسسة علمية لنظرية التحليل النفسي التي أسسها فرويد بقدر اهتمامه بإسقاط هذه النظرية فِيْ مجال الدين.
- يتساءل الكاتب فِيْ هذا الكتاب عَنّْ الدور الذي تلعبه الأفكار والرموز الدينية فِيْ حياة الناس، وهذا النهج شبيه بالمنهج الذي ظهر فِيْ كتابه “الطوطم والحرام”.
- ويطرح الكاتب سؤالا آخر وهُو ما هِيْ قيمة العلوم الحديثة كالعلوم الطبيعية وغيرها.
- هل هِيْ القدرة على تخليص الإنسان من خوفه من الطبيعة، وحتى قدرته على السيطرة عليها
- أنهى فرويد صراع نسبية العلم من وجهة نظره فِيْ نهاية الكتاب “لا، علمنا ليس وهمًا.
- بدلاً من ذلك، من الوهم أن نتخيل أنه فِيْ وسعَنّْا أن نجد فِيْ الآخرين ما لا يستطيع أن يقدمه لنا.
الدين وهم بالنسبة لفرويد
- الأديان هِيْ أوهام ورغبات بالنسبة لفرويد، ولهذا يقول فِيْ الفصل السادس من الكتاب “نشأت الأديان نتيجة الرغبات والتطلعات القوية التي اشتاق إليها البشر منذ القدم”.
- لكن على الرغم من أن الأديان هِيْ أوهام من وجهة نظره، إلا أن فرويد يشرح الفرق بين الأوهام والأخطاء، ويفعل ذلك من خلال إعطاء الأمثلة.
- حدث له أول مثال على الخطأ، حيث قال إن تصور أرسطو للحشرات كتطور طبيعي لروث الحيوانات كان خاطئًا.
- المثال الثاني جاء عَنّْ الوهم الذي يقول فِيْه أن اعتقاد مجموعة من العَنّْصريين المنتمين إلَّى العرق الآري بأنهم وحدهم يستحقون الحياة والحضارة هُو وهم.
- يقدم فرويد تعريفًا للوهم ويقول إن أي شيء تقوم أفعاله على الرغبات هُو فِيْ الواقع وهم.
- يشرح فرويد هذه الفكرة فِيْ قوله “ما يميز أحد الوهم عَنّْ الآخرين هُو أنه ينبع أساسًا من الرغبات البشرية، لكن ليست كل الأوهام خاطئة بالضرورة”.
- مثال آخر على الوهم هُو أنه عَنّْدما تحلم فتاة فقيرة أنها تزوجت أميرًا ذا أهمية وثروة كبيرة، فهذا وهم لأنه غريب، لكنه ليس مستحيلًا.
العَنّْاصر التي قد تعجبك
نبذة عَنّْ كتاب الصدقة التطوعية فِيْ الإسلام
ملخص فِيْ كتاب الجواب ابن القيم
فِيْ كتاب العيسى فِيْ معاني الصحيح لابن هبيره
أصول الدين وتطوره.
يركز فرويد فِيْ هذا الكتاب على الدين، ولكن من منظور نفسي، وفِيْما يلي نقدم أصول الدين وتطوره فِيْ كتاب مستقبل الوهم
- رأى فرويد أن الدين هُو وهم مقدس.
- والسبب فِيْ تقديس الدين هُو أن الإنسان بطبيعته عدو للمجتمع، وعدو الحضارة، لذلك فهُو بحاجة إلَّى شيء لاحتواء رغباته الخطيرة من أجل حماية المجتمع.
- أشهر الرغبات الغريبة التي قدمها فرويد هِيْ سفاح القربى وأكل لحوم البشر والرغبة فِيْ القتل.
- من وجهة نظره، وجد فرويد أن الإنسان بطبيعته شخص غير اجتماعي.
- إنه أيضًا كائن متمرد لديه رغبة جنسية قوية، وكذلك رغبة فِيْ الهلاك، هذا هُو الرجل فِيْ رؤية فرويد.
- أفضل وقت يمكن أن تظهر فِيْه رغبة الشخص فِيْ الدمار هُو عَنّْدما يُجبر الشخص على التعامل مع كائنات بشرية أخرى فِيْ نفس المجتمع.
- يعتقد فرويد أيضًا أن المجتمع الصحي هُو المجتمع الذي تسيطر فِيْه الأقلية على الأغلبية.
- يقول هذا لأن أفراد المجتمع بشكل عام ليسوا أذكياء أو متعلمين للغاية، لأنهم لا يستطيعون كبح جماح هذه الغرائز والرغبات، ولا يمكن إقناعهم بضرورة إنكار هذه الرغبات والغرائز.
- هذه الأقلية تحمي هذه الجماهِيْر من بعضها البعض وتتحكَمْ فِيْ سلوكها “.
التحليل النفسي للدين
يحلل الكاتب والمحلل النفسي والدكتور فرويد الدين ويحاول رؤيته من وجهة نظر نفسية، ويرى فِيْه ما يلي
- من وجهة نظر فرويد، الدين مفهُوم نشأ من خلال عقدة أوديب.
- الدين هُو السبب الوحيد لظهُوره فِيْ وجهة نظر فرويد وهُو عجز الإنسان أمام العالم.
- الدين ناتج عَنّْ خوف الإنسان من صدام الحضارة والطبيعة، والخوف من مواجهة الموت.
- حاجة الرجل إلَّى الدين هِيْ حاجة فطرية مثل حاجة الوالدين لطفل.
- فِيْما يتعلق بالدين، يقول فرويد إن “مهام الله ثلاث إبعاد الناس عَنّْ شرور الطبيعة، وإرضاء الإنسان بالقدر، وتعويض الإنسان عَنّْ المعاناة والتضحيات التي يقدمها هذا الإنسان. فِيْ حياته”.
- الدين من وجهة نظر فرويد النفسية هُو أداة دفاعية اخترعتها البشرية لحماية نفسها من بعضها البعض.