ناشط إعلامي: الشباب العربي يقع فريسة بين ناري التطرف و الإلحاد

الكاتب والناشط الإعلامي عبد الله حمادة يرى أن السبب الرئيسي للأزمة الأخلاقية التي يعيشها المجتمع العربي اليوم ، بسبب انهيار البنية القيمية والهشاشة الفكرية ، هو الجيل الشاب الذي وقع فريسة للتيارات الفكرية المنحرفة التي استطاعت أن استقطبها وشوهت هويتها وسقطت بين مطرقة التطرف والسندان والإلحاد.

ووصف الكاتب في مقال نشره اليوم على موقع “ساسا بوست” مفهوم التطرف بأنه مصطلح فلسفي من الدوغماتية يعكس الركود الفكري والعقلي الذي يتسم برفض الآراء الجديدة وعدم التسامح معها ، مبينا أن هذه الفكرة هي غالبًا ما تتبناه مجموعة من الشباب ، مما يمثل تيارًا متطرفًا في مجتمعات مغلقة ترفض الاندماج مع الثقافات الأخرى.

حيث يرى ظهور مفهوم الإلحاد مع انتشار الفكر الحر وحركة علمانية تعتمد على الأدلة والأدلة وإدراك العقل في أشياء غريبة للوصول إلى اليقين من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى دليل أو إرشاد.

ويرى المؤلف أن انتشار هذه الأفكار في المجتمع العربي يرجع إلى قبول الجيل الشاب على مبدأ التقليد الأعمى ، دون خلق بيئة قيمة تربوية وفكرية رعاية سواء من الأسرة أو المؤسسة التعليمية أو البيئة. بيئة تسمح لها بمواجهة الأفكار المنحرفة والمتزمتة والشاذة.

ويشير الكاتب إلى أن غياب التيارات المعتدلة سواء أكانت دينية أم سياسية ، وغياب القدوة ، كان سببا قويا للأزمة الأخلاقية التي يعيشها الشباب اليوم ، إضافة إلى تجاهل المسؤولين للقدرة والطاقة. هذه المجموعة التي هي الوقود الذي يدفع بالمجتمع العربي إلى مستقبل مشرق ، كما جعله طعمًا سهلاً لمواجهة موجات التطرف والإلحاد ، فأصبح إرهابيًا من داعش وأصبح ملحداً.

وأكد حمادة أن الحل الأمثل لهذه المعضلة هو تفعيل الدور المؤسسي في نشر التيار المعتدل من خلال بناء جسور الثقة مع الشباب وفتح قنوات رأي حرة لخلق ترابط قوي بين الأجيال الجديدة والمؤسسات الدينية ، مؤكدا أهمية دور الدولة في استيعاب الطاقة المهدرة للشباب واستثمارها في مشاريع التنمية الحضارية ، وكذلك التفعيل الأمثل لدور الأسرة لترسيخ القيم والأفكار المبنية على قناعات راسخة قادرة على مواجهة التيارات المنحرفة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً