موريتانيا دولة عربية تقع فِيْ شمال إفريقيا وهِيْ رسميًا جمهُورية موريتانيا الإسلامية.
وتهِيْمن على ساحل المحيط الأطلسي، حيث تحدها من الجنوب السنغال، ومن الشرق منطقة أزواد، ومن الشمال الصحراء الغربية والجزائر، ومن الجنوب دولة مالي.
منذ آلاف السنين، كانت موريتانيا نقطة الاتصال بين العالمين العربي والأفريقي، حيث تجمع الصحراء بين مختلف الثقافات والعادات، بما فِيْ ذلك الأفريقية والبربرية والعربية.
والجدير بالذكر أن اسم موريتانيا يعود إلَّى العصر الروماني، عَنّْدما أطلق على شمال إفريقيا هذا الاسم، وفِيْ ذلك الوقت كان هناك دولتان، الدولة القيصرية موريتانيا وطنجة وموريتانيا.
خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، اختار زعيم الحملة كزافِيْيه كابولاني وأطلق على البلد الذي يقع بين السنغال والمغرب موريتانيا.
أما كلمة موريتانيا فهِيْ تعَنّْي أرض الرجال السمراء.
ما هِيْ عاصمة موريتانيا
نواكشوط هِيْ عاصمة موريتانيا وأكبر مدنها.
كَمْا أنها تعتبر أكبر مدينة فِيْ الصحراء وهِيْ أيضًا المركز الإداري والاقتصادي للدولة.
فِيْ 5 مارس 1985، تم وضع الحجر الأول للعاصمة، مختار ولد داداه، أول رئيس لموريتانيا والرئيس الفرنسي شارل ديغول.
أحدث هذا فرقًا كبيرًا فِيْ البلاد، حيث كانت نواكشوط مدينة صغيرة فِيْ ذلك الوقت، لا يزيد عدد سكانها عَنّْ 300 نسمة.
كَمْا أنهم يفتقرون إلَّى أبسط الأشياء فِيْ الحياة، مثل المياه النظيفة وقلة المطر.
قبل الاستقلال بثلاث سنوات، أصبحت نواكشوط أهم مدينة فِيْ جمهُورية موريتانيا، لتصبح الدولة الناشئة وعاصمتها.
تاريخ عاصمة موريتانيا
يعود تاريخ أول سكن بشري فِيْ نواكشوط إلَّى العصر الحجري، عَنّْدما استقرت هناك قبائل سوداء من شرق وجنوب إفريقيا.
هاجرت بعض القبائل البربرية من شمال إفريقيا إلَّى عاصمة موريتانيا فِيْ الألفِيْة الأولى قبل الميلاد وسيطرت على سكانها.
وجلبوا معهم الجمال والخيول، مما سهل عملية التجارة، وفِيْ الألفِيْة الأولى بعد الميلاد، سيطر بربر صنهاجة على المكان المطل على المحيط، طرق التجارة الصحراوية.
غزت القبائل العربية نواكشوط فِيْ أوائل القرن الثالث عشر واستقرت هناك فِيْ القرن السادس عشر.
من بين هذه القبائل قبيلة بني حسن، التي يمكن إرجاع أصولها إلَّى مصر، لكنها واجهت معارضة قوية فِيْ هذا الوقت من قبائل البربر، لكنها تمكنت من السيطرة عليها فِيْما بعد.
دخلت موريتانيا الإسلام فِيْ القرن الحادي عشر الميلادي. م، ودولة غانا، وعاصمتها كومبي صالح، فِيْ القرن الرابع الميلادي. كانت ج أول دولة إسلامية فِيْ ذلك الجزء من الأرض، وكانت تقع شرق موريتانيا.
وكان للمسلمين صلة قوية بها، حيث كانت نواكشوط تعتبر ذات أهمية كبيرة فِيْ انتشار الإسلام فِيْ ذلك الوقت، حيث أنشئ فِيْها معسكر يسمى الرباط، وأصبحت مركزًا مهمًا لنشر الدين فِيْها. الشمال والجنوب.
يؤكد تاريخ نواكشوط الحديث أن عدد سكانها وصل إلَّى 15 ألف نسمة فِيْ 5 سنوات فقط، بعد بناء العاصمة وكونها مركز الإدارات والخدمات.
تسبب الجفاف الذي اجتاح موريتانيا فِيْ السبعينيات فِيْ تدفق المئات إلَّى نواكشوط، مما أدى إلَّى مضاعفة الكثافة السكانية بسرعة.
فِيْ عام 1976، هاجمت جبهة البوليساريو المدينة كجزء من حركة استقلال الصحراء الغربية، مما أدى إلَّى زيادة الحساسية العرقية بين العرب والسود.
نمت البلاد بسرعة بعد اشتداد الجفاف فِيْ شمال إفريقيا فِيْ عام 1980، مما أجبر العديد من السكان على الهجرة إلَّى العاصمة نواكشوط بحثًا عَنّْ حياة أفضل.
كان عدد السكان أقل من مليون فِيْ عام 2000 وفِيْ عام 2008 بلغ 2 مليون.
الثقافة فِيْ عاصمة موريتانيا
نواكشوط بها حركة ثقافِيْة مهمة للغاية، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها ونقص البنية التحتية.
حيث تضم العديد من المعارض التشكيلية والنحتية ومعارض التصوير الفوتوغرافِيْ والفنون الجميلة والفنون المسرحية والحفلات الموسيقية التي تقام على مدار العام.
تدور معظم الأنشطة حول دور الشباب والمراكز الثقافِيْة الأجنبية والملاعب الرياضية.
تستضيف نواكشوط مهرجانات سينمائية تعرض أفلامًا منتجة محليًا أو إقليميًا.
أهمها مهرجان نواكشوط السينمائي الذي ينظمه كل عام البيت الموريتاني للسينمائيين.
كَمْا تستضيف مهرجانات شعرية أبرزها مهرجان الشعر الموريتاني، بعضها عبارة عَنّْ شعر عربي بلغة كلاسيكية والبعض الآخر باللهجات المحلية.
التعليم والاقتصاد فِيْ عاصمة موريتانيا
جامعة نواكشوط هِيْ الجامعة الموريتانية الوحيدة الموجودة بالعاصمة وتأسست عام 1981.
تضم حوالي 8000 طالب وتحتوي على 4 كليات.
للجامعة تأثير كبير فِيْ المدينة، حيث لعبت دورًا مهمًا فِيْ التعليم، والمدينة هِيْ موطن لمنشآت التعليم العالي الأخرى.
مثل المدرسة الوطنية للإدارة والمعهد الوطني للدراسات الإسلامية المتقدمة.
يوجد العديد من المدارس الابتدائية والثانوية، أهمها المدرسة الأمريكية الدولية ومدرسة ثيودور مونوا الثانوية الفرنسية.
كَمْا يوجد فِيْ نواكشوط العديد من الشركات التي تنتج المواد الغذائية والمبيدات والأسمنت والتطريز والسجاد والحرف اليدوية.
تصدير النحاس مهم أيضا للمدينة، حيث يتم تصديره عبر ميناء المدينة.
فِيْ عام 2000 احتوت العاصمة على أكثر من 30 مصنعاً متوسط الحجم، كَمْا كانت موطناً لشركات إدارية ومالية مهمة.
قبل إغلاق الخطوط الجوية الموريتانية، كان المقر الرئيسي للخطوط الجوية الموريتانية مدينة نواكشوط.
السكان فِيْ عاصمة موريتانيا
هناك العديد من الأجناس المتنوعة فِيْ العاصمة نواكشوط، بما فِيْ ذلك العرب، بما فِيْ ذلك الأفارقة.
وكذلك الأوروبيين الذين هاجروا واستقروا فِيْ المدينة عبر عصور مختلفة.
هناك العديد من السياح والعمال المنتسبين لشركات أجنبية تستثمر فِيْ موريتانيا.
معظمهم من إسبانيا وفرنسا، فِيْ حين أن العرب فِيْ نواكشوط هم الأغلبية وهم من السكان الأصليين للبلاد.
فِيْ الستينيات والسبعينيات، هاجرت عائلات من الشرق العربي إلَّى نواكشوط، لبنانية وفلسطينية.
هناك العديد من الجاليات العربية، بما فِيْ ذلك المصريون والتونسيون والمصريون والجزائريون والمغاربة.
هناك أيضًا مجتمعات أفريقية، معظمها من غرب إفريقيا، مثل نيجيريا ومالي وغانا والسنغال والعديد من البلدان الأخرى.
السياحة فِيْ عاصمة موريتانيا
يقع شاطئ نواكشوط فِيْ عاصمة موريتانيا، وهُو من أجمل الشواطئ المطلة على المحيط الأطلسي.
يزداد عدد الوافدين على الشاطئ فِيْ الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب المناخ المميز لنواكشوط.
وتجدر الإشارة إلَّى أن السياح ينجذبون إلَّى العديد من الأسواق، مثل سوق الفضة، فضلاً عَنّْ المرافق مثل المتحف الوطني للعاصمة.
هذا بالإضافة إلَّى الشاطئ حيث يتم تخصيص قوارب الصيد التي يمكن من خلالها شراء العديد من أنواع الأسماك الطازجة.
يوجد بالمدينة أيضًا المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني، والتي تجذب العديد من السياح والطلاب الذين يدرسون فِيْ جامعاتهم.
مدينة نواكشوط هِيْ أيضًا المركز الرئيسي الذي تنطلق منه رحلات استكشافِيْة للخبراء والمهتمين بعلم الفلك، حيث تعتبر موريتانيا المكان الرئيسي فِيْ العالم لتوزيع النيازك.
تحتوي نواكشوط على العديد من المساجد أهمها مسجد نواكشوط الذي يعتبر من أكبر المساجد التي بنتها المملكة العربية السعودية.
على الرغم من أن الدين الإسلامي هُو الدين السائد فِيْ موريتانيا، إلا أن هناك كاتدرائية القديس يوسف فِيْ نواكشوط، وهِيْ كاتدرائية كاثوليكية تأسست عام 1965 م وهِيْ موطن أبرشية الروم الكاثوليك هناك.