فيما تبادل الناس التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان المبارك تلقى المواطن السوداني المهندس بهاء الدين علي عبد الرحمن التعازي في نجله “أبي بكر” البالغ من العمر سبع سنوات. فاضت روحه بعد ثلاث سنوات قضاها بين منزل عائلته وجناح الأورام في مستشفى الحرس. استقر جثمانه في النهاية في مقبرة النسيم بالرياض.
وقبل أن يستقر الغبار من قبر كبده الغالي ، بعث بهاء الدين برسالة شكر وامتنان بعنوان “معادن البشر” ، كشف من خلالها ما وصفه بـ “الولاء” غير المفاجئ للسعوديين. بعبارة أخرى – مقارنة بكيف أحاطوا بالابن بالرحمة والرحمة وتقاسموا الأبوة والحنان لـ “أبو بكر” حيث تم تشخيص إصابته بسرطان الغدة الكظرية في شهر رمضان 1438-2017.
يقول في رسالته: قد تكذب الكلمات ، ولكن الأفعال دائمًا تقول الحقيقة. شكرا على المواقف التي تظهر البشر. انا سوداني واعمل في قسم نقل الكهرباء بالشركة السعودية للكهرباء. أصيب ابني بسرطان الغدة الكظرية في شهر رمضان 1438 هـ. كانت مصيبة كان لها تأثير كبير على روحي من الألم والحزن ، لكن في كل مرة أتذكر فيها ، أؤكد أنني أنتمي إلى الهيكل العظيم وهو الشركة السعودية للكهرباء ، حيث يوجد رجال مثل قلوبهم. بقلوب طيور أسأل الله تعالى أن يمنّها ويحفظ كرامتها.
وأضاف: بمجرد أن علموا أن ابني “أبي بكر” مصاب بالسرطان ، وجدته في قلب رجل واحد ، وفي ذلك الوقت علمت أنني لن أكون وحدي ولست غريباً ؛ أنا في ثاني. لقد وقفوا بجانبي حقًا وكان لقسم الموارد البشرية أثر جيد ، فقد أنقذني من سوء حظي بإتمام إجراءات دخول ابني بسرعة إلى مستشفى الحرس الوطني ، على الرغم من تزامن ذلك مع نهاية شهر رمضان في ذلك الوقت.
وتابع الأب المفزع وهو يكشف الولاء في قلبه: بدأت رحلة الشفاء لمدة ثلاث سنوات في مستشفى الحرس. المستشفى هو ذروة الذوق في السلوك الرائع وصدق المشاعر.
وأضاف بهاء الدين: يوجد أطباء وممرضات في قسم أمراض الدم والأورام الصلبة. ابني لم يشعر ابدا انه في المستشفى وكانت لدينا مشاعر مختلطة بين لحظات الفرح عند ازالة الورم ولحظات الاحباط من نتائج الصور بحجم الورم الا ان الاطباء يقفون معنا كان دافعًا كبيرًا لتجاوز هذه المراحل الصعبة. ومرت الأيام حتى نفذ الله أمره وتوكل عليه. ولا نقول إلا ما يرضي الله {إنا لله وإنا إليه راجع}.
وكشف أن والده المقيم في السودان رأى في المنام قبل أيام قليلة من وفاة حفيده أبو بكر أن نجله “بهاء الدين” يملك منزلاً في السعودية. تبين فيما بعد أن التعبير قد يكون موت الابن ؛ العيش في مقبرة النسيم شرق الرياض.
وختم والد “أبو بكرة” رسالته بقوله: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله. أكتب هذه الكلمات الصادقة بقلب مكسور بسبب الخسارة والشعور بالفخر للشركة السعودية للكهرباء الوفية وكذلك لموظفي قسم أمراض الدم والأورام في مدينة الملك عبد الله الطبية بالحرس الوطني. لا يسعني إلا أن أسأل الله في هذا الشهر الكريم أن يحافظ على أرض الحرمين الشريفين وقيادتها وأهلها ، وأن يلونها بدوام الأمن والأمان.