في جميع المواسم السياحية في منطقة عسير ، لا يسع السائح إلا أن يجد أطواق الورد التي تكبر أطراف أصابع الشباب الذين يقفون عند مداخل القرى والمدن السياحية ، حيث تهتم الكثير من العائلات باستثمار طوق الورد وترتيبه ليصبحوا “عامل تصفية” على رؤوسهم صغارًا أو زوارًا كبارًا. سيكون كبار السن من أهم البصمات السياحية في المنطقة والتي تسمى “الأصابة” ، وتقوم النساء أو الأمهات بصنعها من وردة مخملية لتتجاوز مرشح الورد الافتراضي على “سناب شات” إلى شكل واقعي يتجسد في عسير.
وتقول أم سعيد الشهراني ، أحد الباعة في سوق الثلاثاء ، إن غطاء الرأس يعتبر من التصاميم التقليدية التي تعبر عن جماليات أهالي منطقة عسير ، وتقوم النساء بإعداده لأزواجهن وبناتهن وأبنائهن. إنتاج طوق من البردي ، البرك ، الريحان ، البطران ، الوزب ، السكب والنباتات العطرية الأخرى ، والتي توضع على شكل تاج على الرأس ولها مظهر غريب يشبه الدب ، بينما يرتديها الرجل بسبب الروائح العطرة التي تنبعث من غطاء الرأس هذا.
وأضافت أنها تعتبر تراثًا قديمًا لأهل تهامة وقحطان وشهران وعسير ، ويصنعون منها أنواعًا تتكون من حفنة من البرك والميرمية والبوغ أو حفنة من الهيل والزر والمحلف ويتراوح سعرها. من 5 إلى 10 ريالات وبعضها سعره 20 ريال إذا كانت ملتوية أو مضفرة من البرك والمريمية ويحبها ، ويحتفل بها الرجال خاصة في الأعراس والأعياد والجمعة لما تنبعث منه من عبق.
وعن الأماكن التي يمكن بيعها فيها ، أوضحت أن سوق الثلاثاء ومداخل القرى والطرق في منطقة عسير تعتبر من أهم الأماكن لبيع طوق الورد عندما يكون هناك إقبال كبير في موسم الصيف والمهرجانات. فتجده في طريقك للحبلة او السودة والقرى الصغيرة تقوم بعملية البيع بعد ان تكون منظمة في الياف بلاستيك وهي اكثر شهرة من الخاتم الفضي الذي يكلف حتى 500 ريال ويحبها النساء الأكبر سنًا اللاتي يرغبن في ارتداء الملابس التقليدية.
من جهته ، أوضح الخبير والباحث السياحي خالد الدغيم أن المنتجات الوطنية المحلية في أي دولة تعتبر من أهم عناصر الجذب السياحي لأنها تعبر عن هوية المكان وتراثه وعاداته التي يجب على السائح أن يلتزم بها. يشعر ويشعر بروح المكان. وقال إن العديد من الدول العربية ودول العالم يعتمد اقتصادها على مثل هذه المنتجات التي لا ينبغي الاستهانة بها في الترويج للسياحة في المنطقة ، مثل البخور العماني والحلويات والمنحوتات البحرينية في الأردن ومصر ودول أخرى عملت على تطويرها. هذه القيم وجعلتها موردا للاقتصاد الوطني لأنها تمثل تراث الدولة.
وأكد أن أعواد الورد والمواد العطرية من أهم الحرف اليدوية التي تجد طريقها لمشاعر السائح وتربطه بالمكان وتجعله يحاول الحصول عليها بما يتناسب مع المكان أو إعطائها لأقاربه. .
وأضاف: “من يزور سوق الثلاثاء أو يتجول في منطقة عسير عليه أن يجد مميزات هذه الهدايا التي يجب تحويلها إلى قيمة اقتصادية وسياحية”.