حكم الصيام بعد منتصف شعبان

وأما حكم الصيام بعد منتصف شعبان ، فقد اختلف الفقهاء في قولين مشهورين: ما هما وما حكم الصيام بعد منتصف شعبان؟ حكم الصيام بعد شعبان وسط شعبان.

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه عامة ، وبعد ذلك:

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الصيام بعد نصف شهر شعبان ، فحدث خمسة من أحاديث العلاء بن عبد الرحمن. عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نصف شعبان فلا تصوموا.

اختلف الفقهاء في حكم صيام منتصف شهر شعبان باختلافهم في حكم هذا الحديث والعمل به من قولين مشهورين:

1- ذهب الشافعيون إلى مكروه الصيام. وورد في مراعاة النهي ، ومنهم من نهى عنه ، قول غريب اشتهر به ابن حزم الظاهري.

2- وقد ذهب أكثر العلماء إلى جوازه وليس غير عاطفية. لأن المعلومات ليست صحيحة بالنسبة لهم.

وزن:
والصحيح أن صيام الإنسان بعد نصف شهر شعبان جائز مطلقاً وليس مكروراً. للأسباب التالية:

  • أولاً: هذا الحديث غير صحيح في إسناده ، والسبب في ذلك أن العلاء ينفرد بوالده بهذا الحديث. قال الحافظ ابن رجب في “ اللطيف ”: تحدث به الأكبر سنًا وأعلم ، فقال: حديث مذنب ، منهم عبد الرحمن بن مهدي والإمام أحمد وأبو زرعة والأثرم. وقال الإمام أحمد: لم يروا العلاء أكبر منه إنكاراً ، ونفى بالحديث ، فلا يرسلوا رمضان صائماً يوماً أو يومين …
  • ثانياً: أن نصه يحتوي على اعتراض ومخالف لحديث أبي هريرة ، وهو من الصحيحين ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبق رمضان بصيام يوم أو يومين. إلا من كان يصومه فليصوم. دلت روايات الأحاديث على النهي عن صيام يوم أو يومين قبل رمضان ، إلا لمن اعتاد الصيام. وفي معناه: دلالة أيضا على جواز الصوم قبله في كامل الشهر سواء كان الأول أو الأخير. وهذا واضح جدا ، وإن لم يكن مقصودا فما فائدة النهي عن الصوم قبل رمضان بيومين والحديث السابق يناقض هذا الحديث ويخالفه؟
  • ولا ريب في أن الأدلة على هذا الحديث تقدم على حديث الأعلى. لصحة سلسلة نقله وعدم الاختلاف في نصه وهو حديث مصون. هذا هو أحد الأدلة والوسائل التي تؤخذ في الاعتبار في حالة التعارض مع أصحاب الممتلكات. لذلك نسبه الإمام أحمد إلى هذا.
  • ثالثًا: قالت عائشة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكمل صيام شهر إلا رمضان ، ولم أره يصوم أكثر مما فعل في شعبان. [1]. وفي الرواية: لم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي شهر إذ صام في شعبان صام قليلا بل صام كله. ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صام طيلة الشهر سواء في أوله أو نهايته ، ولم يميز بين نصفي الحكم الأول والثاني. وهذا يضعف حديث العلاء ويضعف بدنه.
  • رابعًا: ما يشهد عليه: أن ليلة وسط شعبان ليس لها فضل أو فضل خاص في الشرع ، ولم يقرها الشرع حكمًا خاصًا ، ولم يثبت ذلك شيء. هو – هي. وهذا المعنى يقتضي ألا يكون النهي عن الصوم بدخوله وفق حكم الشرع. لا معنى للتمييز بين النصف الأول والثاني من الشهر.

وأما النهي عن الصيام قبل دخول شهر رمضان ، فيصدر بحكم صريح ، بما في ذلك التمييز بين الفاضل والواجب ، وفيه ترك المكلف التشدد والحكمة في أول العبادة. ولهذا نهي عن صيام يوم الشك.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

بقلم: الشيخ خالد بن سعود البلحيد

المصدر: موقع الاهتمامات بصيد الأسماك.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً