فالشماتة – كما قال الناس في اللغة – تعني: يفرح العدو بما يصيب أعدائه من سوء حظ – وقد قيل أن المسلم ينبغي أن يفرح بأخيه المسلم ويفرح أو يضحك على المصيبة أو العار الذي يحدث. لِحزنه وظلمه ظلماً ، وقال الله تعالى: (والذين ظلموا المؤمنين والمؤمنات بغير ما كسبوا قذفوا وظلموا ظلمًا) الأحزاب: 58).
وبما أن إيمان أحدنا لا يكتمل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكرهه لنفسه ، فقال عليه الصلاة والسلام: شماتة الاخ فيشفيه الله ويذللك. رواه الترمذي وقال: حسن غريب.
وهو – صلى الله عليه وسلم – يستعملها ليحفظ الله منها ، ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر القضاء ، وقهر الفقر ، وحقد الأعداء. رواه البخاري.
ومن أساء لأخيه بما يكرهه ، سواء كان معصية أو غير ذلك ، فهو على وشك أن يرتكب ذلك المعصية أو الكراهية ، نص عليه في شرح السنة للباغوي: نقل عن رحمه الله. قال خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بزنب ، ل ل ل ل حَتَّى يتنون غ ، سلي غلي غلي غ … غ… غ ď,… عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ ـ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَوْ I laughed at a dog, because I was afraid لتقطيع كلب.
وقال ابن القيم في مدارج السالكين عند قول الهروي: وَكُلُّ مَعْصِيَةٍ عَيَّرْتَ بِهَا أَخَاكَ فَهِيَ إِلَيْكَ ـ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ: أَنَّهَا صَائِرَةٌ إِلَيْكَ، وَلَا بُدَّ أَنْ تَعْمَلَهَا، وَهَذَا مَأْخُوذٌ مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ ـ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: مِنْ ذَنْبٍ قَدْ تَابَ مِنْهُ، وَأَيْضًا فَفِي التَّعْيِيرِ ضَرْبٌ خَفِيٌّ مِنَ الشَّمَاتَةِ بِالْمُعَيَّرِ، وَفِي التِّرْمِذِيِّ أَيْضًا مَرْفُوعًا: لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ، فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ.