ثوان تمحي أفراح السنين ( لكل من فقد عزيز بحادث )

كان يعود إلى المنزل ببطء
كان كئيبًا والحياة منهكة
لا ضجيج ولا ضحك ولا حتى همسة
وكأن عائلته قد تخلت عنه على عجل
أراد أن يصرخ .. تصرخ .. أين أنت؟
لكن الصرخات حوصرت بداخله بحسرة
أنت لا تريد الخروج .. ربما لا تشعر بغرابة.
لكن الدموع قررت أن تغرق كلامه …
لذلك هرعت للخارج … لإغراق شعره الجليل
كأنها أرادت أن تغسل وجهه من الحزن والأسى
تجولت عيناه في المنزل القاتم
هناك دفاتر ملاحظات لزوجته وكانت مغطاة بالتراب
والأوراق المتناثرة تحكي قصة العمل الجاد …
وقائمة بأسماء الطالبات في الصف الذي درسته
بدلا من ذلك ، كانت تحب مرافقة الأطفال كل صباح …
كانت دفاتر الملاحظات مبعثرة على الطاولة البعيدة
يبدو الأمر كما لو أنه يرى ابنته تغرق في دروسها … في كتبها
يسعد دائمًا بالحديث عن سنته الأخيرة …
يتحدث عن أحلامه … عن تخرجه … عن طموحاته
آه ، طموح … غادر معها في اليوم الذي قررت فيه المغادرة
وكان هناك حلقة مفاتيح على جانب القاعة
وكان هناك مفتاح واحد فقط .. إنه مفتاح سيارة ابني
ظهرت ابتسامة حزينة على وجهه .. كيف أصرت على ابني؟
بل ورثت عناد والدك إصراره على ما يريد
لكنه استحق ذلك … إنه رجل فخور به
بدلا من ذلك ، كنت أجهز له والمعدات … للزواج من عروسه
لكنه اليوم ينام نوم العرسان .. بلا عروس
هذا هو المكان الذي تجلس فيه سيارة ابني … حزينة
ربما كانت تنتظره أيضًا … تطارد رغبتي بفارغ الصبر

عاد إلى الكرسي وجلس .. وترك الذكريات تتدفق بسرعة
ذكريات برائحة الألم .. وطعم حسرة .. آااااااااااااااااااااا قلبي
تركتني وتركتني وشأني … أعاني من الوحدة والقلق

أتذكر قول شاعر عراقي
ملأوا منزلنا بالأمس … واليوم … عندما ذهبوا اليوم

نعم غادروا دون أن يقولوا وداعا … بدون كلام ،،،
هكذا تنتهي كل أحلامي وكل أفراحي ،،،
حادث دام بضع ثوان فقط
ثوان فقط … سرقت أحلام وأفراح سنوات عمري

أمال رأسه … مثل طفل نائم على ذلك الكرسي
سكتت الأصوات وسكتت الذكريات
لكن الدموع ظلت تتساقط من عينيه …
الدموع تحكي قصة …
أحلام سنين … وطموحات سنين … وأفراح سنين وسنين
أنهى الطريق كما فعلت العديد من الأحلام ، حادث

كلمات مخصصة لكل من فقد أحد أفراد أسرته في حادث مروري ….
اللهم ابعدنا عن الشر في الطرقات … والحوادث وكل من نحب

آمين

فخر الشمال

‫0 تعليق

اترك تعليقاً