السمنة هي واحدة من أكبر مشاكل الصحة العامة في القرن الحادي والعشرين. يؤثر على أكثر من 500 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ويكلف 200 مليار دولار على الأقل سنويًا في الولايات المتحدة وحدها. كما أنه يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان.
واليوم ، بفضل دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد ، قد تكون هناك طريقة للوقاية من السمنة الوراثية أو حتى علاجها. حيث ، بعد تحليل الدوائر الخلوية لأقوى العوامل الوراثية المرتبطة بالسمنة ، اكتشف العلماء مسارًا جديدًا يتحكم في التمثيل الغذائي البشري عن طريق توجيه الخلايا الشحمية إما ليتم حرقها أو تخزينها.
تم العثور على أقوى رابط بين الجينات والسمنة في منطقة جينية تسمى FTO ، والتي كانت محور اهتمام العلماء منذ اكتشافها في عام 2007. ومع ذلك ، لم يتمكنوا من فهم الآلية التي يؤثر بها التباين الجيني على هذه المنطقة من أجل بدانة. بعد الدراسة ، اتضح لهم أن هناك جينين في هذا المجال ، وهما IRX3 و IRX5 ، اللذان يتحكمان في كيفية تعامل الجسم مع الدهون. حيث يتحكم هذان الجينان في ما يعرف بالتوليد الحراري ، حيث تستخدم الخلايا الدهنية لإنتاج الطاقة بدلاً من تخزينها في الأنسجة الدهنية. ينتج توليد الحرارة عن طريق التمارين الرياضية والنظام الغذائي والتعرض للبرد.
وجد الباحثون أن تنشيط هذين الجينين يؤدي إلى توقف عملية توليد الطاقة ويحث الخلايا الشحمية على التخزين في الأنسجة الدهنية ، مما يؤدي إلى السمنة. لذلك ، فإن قمع التعبير الجيني لهذين الجينين سيحول الخلايا الشحمية نحو الحرق وفقدان الوزن.
أخيرًا ، تضع هذه الدراسة الأساس لإيجاد علاجات دوائية تحد من تأثير الوراثة على زيادة الوزن.