أعراض انسحاب الدواء
العلاج من تعاطي المخدرات أمر يحتاج إلى إصرار وإرادة قوية لأن المدمن يواجه ألمًا جسديًا وعقليًا شديدًا عند محاولته الإقلاع عن تعاطي هذه العقاقير ، والتي قد لا يتغلب عليها الكثيرون.
لكنها ليست المرحلة المؤلمة الوحيدة التي يمر بها الشخص أثناء العلاج ، ولكن التحدي الأكبر هو عدم العودة إلى ذلك الوحش غير المرئي الذي يلتهم جسده وعقله وروحه مرة أخرى.
يواجه الشخص في هذه المرحلة أيضًا كل مخاوفه ، وبالتالي يجب على كل من حوله دعمه وتشجيعه على النجاح في هذه المحاولة للتخلص من المخدرات وأضرارها ، وهناك العديد من الأعراض التي سيتعين عليه مواجهتها وعليه الوقوف جازم وثابت أن نذكر أن هذه الأعراض تنقسم إلى أعراض نفسية وأعراض جسدية أخرى وسنشرح لك كل هذه الأعراض من خلال السطور التالية.
الأعراض النفسية بعد الانسحاب من المخدرات
بعد الانسحاب من المخدرات تعتبر الأعراض النفسية من أصعب المواجهات التي يواجه فيها المتعافي نفسه ، وهذه أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها الإنسان ، لأنه في هذه المرحلة يمكن أن يعاني الشخص المتعافي من بعض الاضطرابات النفسية و مشاكل ، مثل:
1- الاكتئاب
معظم الذين يتعافون من المخدرات يتعرضون لحالة من الاكتئاب الشديد بسبب نقص هرمون الإندورفين وكذلك نقص هرمون السيروتونين ، وهذه الهرمونات تفرزها الأدوية في جسمه.
تؤدي هذه الهرمونات إلى الشعور بالسعادة ، ونقصها يؤثر على حالة الاكتئاب لدرجة أن الشخص المتعافي قد يحاول الانتحار ، لذلك يجب الانتباه إليه عن كثب خلال هذه الفترة.
2 ـ الهلوسة السمعية والبصرية
عند الحديث عن أعراض الانسحاب من المخدرات ، تجدر الإشارة إلى أن الهلوسة السمعية والبصرية التي يعاني منها المعالج تؤدي إلى حالة من الجنون والتوتر وعدم التوازن.
3 نوبات هياج شديد
الأدوية عبارة عن مجموعة من الهرمونات والمواد الكيميائية التي تؤثر بشكل مباشر على كيمياء دماغ المدمن ، وكلما طالت مدة استخدامها ، زاد تأثيرها.
لذلك عند ترك هذه المواد يحدث خلل خطير في كيمياء الدماغ نتيجة نقص هذه المواد وخلط الهرمونات في الجسم مما يسبب بين الحين والآخر إثارة قوية يمكن أن تصيب الشخص الذي يحاول إيذاء نفسه أو من حوله.
4 تقلبات مزاجية
هذه الأعراض هي نتاج مكونات المخدر التي كان المريض يتعاطاها ، ونقصها يسبب تقلبات مزاجية ، مما يترك الشخص المتعافي أحيانًا في حالة هدوء وأحيانًا في حالة عصبية غير قادر على التحكم في أفعاله.
5- الشعور بالقلق والتوتر
يعاني الشخص الذي يتعافى من الإدمان من حالة من التوتر والقلق الشديد بشأن أشياء كثيرة ، وقد يكون لهذا القلق أسباب واضحة يعرفها ، مثل الخوف من الانتكاس أو أن القلق ليس له سبب واضح.
وقد يعاني أيضًا من عدم القدرة على التركيز أو تنظيم أفكاره في هذه المرحلة ، وهذا الشعور يزيد من توتره وقلقه.
6- الشعور بالبعد عن الواقع
يحدث هذا الشعور نتيجة القلق والتوتر الذي يواجهه المدمن المتعافي ، مما يجعله يشعر وكأنه في حلم وخارج جسده ، ومنفصل تمامًا عن الأحداث التي تدور حوله.
كل الاضطرابات والآلام النفسية التي يعاني منها الشخص الذي يحاول التعافي من المخدرات يمكن أن تجعله يشعر بالضعف ويريد تناول الأدوية مرة أخرى للتخلص من كل الآلام ، وهذا هو السبب في أن هذه المشاكل العقلية هي أخطر مرحلة يكون فيها الشفاء. يجد الشخص. وعلى كل من حوله أن يحاول مساندته ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
الأعراض الجسدية بعد التوقف عن تناول الدواء
عرض مكثف لأعراض الانسحاب من المخدرات وبعد ذكر معظم الأعراض النفسية التي يعاني منها المدمن المتعافي ، يجب أيضًا ذكر الألم الجسدي الذي يعاني منه خلال هذه الفترة.
1- الإحساس بهزات قوية في الأطراف
يؤثر تعاطي المخدرات على الجهاز العصبي للجسم ، خاصة إذا كان الشخص يتعاطى المخدرات لفترة طويلة ، فقد أثرت تلك الفترة بشكل كبير على جهازه العصبي وألحق الضرر به ، مما يؤدي إلى الشعور بهزة في اليد والساق.
2- الإحساس بألم شديد في الجسم
يعاني الذين يتعافون من الإدمان من تشققات شديدة في عظام وعضلات الجسم بالكامل ، وكذلك بعض اضطرابات الجهاز الهضمي ، لأن المخدرات للأسف تؤثر سلبًا على جميع أجزاء الجسم.
3- التعرق المفرط
بعض الأشخاص الذين يحاولون التخلص من آثار المواد المخدرة في أجسامهم يعانون من ارتفاع في درجة حرارة الجسم ويبدأون في التعرق بغزارة ، وهذا شيء صحي يشير إلى اقتراب التعافي ، حيث يتخلص الجسم من السموم من خلاله. عرق.
4 لديك اضطراب في النوم
يشعر الأشخاص الذين يتعافون بالرغبة في النوم أثناء الانسحاب من المخدرات لأن أجسامهم تشعر بالتعب والإرهاق ويمكن أن يصل عدد ساعات النوم إلى أكثر من 24 ساعة ، وفي بعض الحالات ينام الشخص المتعافي لأيام ، وهذا يختلف باختلاف الدواء المستخدم ، ومدى تأثيره على جسده.
5 اضطرابات في الجهاز الهضمي
يفقد الشخص الذي يتعافى شهيته ، وغالبًا ما يعاني من الغثيان والصداع الشديد ، وقد يصاب بالإسهال بسبب الخلل الذي أثر على الجهاز الهضمي أثناء تناول الأدوية.
لذلك يكون الشخص نحيفًا جدًا خلال تلك الفترة لأنه يتعرض لخسارة مفرطة في الوزن ويتلقى بعض المكملات الغذائية خلال هذه الفترة.
6 مشاكل صحية للعين والأنف
لإنهاء حديثنا عن أعراض الانسحاب من المخدرات ، نلاحظ أن هذه الأعراض والألم الذي يعاني منه الشخص المتعافي تشبه أعراض الزكام من حيث آلام الجسم والرأس وبعض الأشياء من هذا القبيل. في بعض الأحيان البرد ودرجة الحرارة العالية.
كما يتسع حدقة العين نتيجة سحب هذه السموم من الجسم ، مما يزيد من فرصة الإصابة بنوع من الحساسية في العين ، ويشعر النازحون بعدم القدرة على توجيه العين إلى الضوء.
7 عدم انتظام ضربات القلب
خلال هذا الوقت ، يمر الشخص المتعافي بألم جسدي شديد ، بما في ذلك إيقاع القلب غير الطبيعي ، بسبب الآثار السلبية التي تركها الدواء في الجسم.
يختلف الشعور بنبض القلب ، سواء كان سريعًا أو بطيئًا ، حسب نوع العقار الذي يستخدمه المدمن ، وذلك لأن معدل ضربات القلب يزداد إذا استخدم المتعافي أيًا من الأنواع التالية (المشروبات الكحولية ، الأفيون ، الحشيش).
ولكن يحدث تباطؤ في ضربات القلب إذا استخدم الشخص الذي يتعافى أحد الأنواع التالية (الكوكايين والهيروين).
كيفية تجنب أعراض الانسحاب من المخدرات
بعد أن ذكرنا جميع الصعوبات التي يواجهها الشخص الذي يحاول الابتعاد عن المخدرات وعدم العودة إليها ، نحتاج إلى توضيح بعض الأشياء التي يمكن أن تساعد قليلاً في اجتياز هذه المرحلة الصعبة بأمان.
لأن الطريقة الأفضل والأكثر أمانًا لمحاولة تجنب المخدرات هي طلب المساعدة الطبية لأن الأعراض والآلام التي ستواجهها تتطلب مساعدة طبية نفسية وجسدية.
حيث يتخذ الأطباء في المستشفى إجراءات معينة منها:
- الفحص الطبي لتحديد نسبة الدواء في الجسم.
- فحص شامل لضغط الدم وسكر الدم.
- التعرف على أنواع الأدوية التي يتم استخدامها تحت إشراف طبي لعلاج سحب هذه السموم من جسم المريض.
- هناك بعض الأدوية التي يعطيها الطبيب للمريض لمنع الرغبة في تناول الدواء مرة أخرى.
- عمل برنامج غذائي يساعد الجسم على إمداد الجسم بالفيتامينات والسوائل التي يحتاجها حتى لا يفقد المريض وزنه ويجف.
إن تعاطي المخدرات من الأمور التي تدمر شبابنا بل وتدمر أجيال كاملة ، لذلك يجب أن يكون أطفالنا وشبابنا على دراية بالآثار والتشوهات النفسية والجسدية التي تتركها المخدرات في جسم المدمن.